محمد بن زايد يعلن عن إسهام دولة الإمارات بمبلغ 100 مليون دولار لدعم المشروعات التنموية في الدول المتأثرة بظاهرة الهجرة غير النظامية
أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، إسهام دولة الإمارات بمبلغ 100 مليون دولار لدعم المشروعات التنموية في الدول المتأثرة بظاهرة الهجرة غير النظامية، ويتضمن ذلك دعم المبادرات المطروحة في «مسار روما».
جاء ذلك خلال مشاركة سموه في أعمال «المؤتمر الدولي للتنمية والهجرة» الذي بدأت فعالياته، أمس، في العاصمة الإيطالية روما.
وتوجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في كلمة بمناسبة انعقاد «مؤتمر التنمية والهجرة»، بالشكر إلى الجمهورية الإيطالية الصديقة لاستضافتها المؤتمر المهم ودعوة دولة الإمارات للمشاركة فيه.
وقال سموه إن المؤتمر يؤكد رغبة دولنا في تعزيز التعاون والتكامل والعمل المشترك بشأن قضية دولية على درجة كبيرة من الأهمية والحساسية، وهي قضية الهجرة غير النظامية، بما يخدم تطلعات الشعوب نحو الاستقرار والتنمية والازدهار.
وأضاف سموه أن المؤتمر يعقد في مرحلة مهمة يمر بها العالم وتتطلب مزيداً من التكاتف والتضامن بين دوله، ونحن في دولة الإمارات نؤمن إيماناً راسخاً بأن العمل الجماعي الدولي، وبناء جسور التعاون بين مختلف دول العالم، هو السبيل لمواجهة التحديات العالمية المشتركة، والارتقاء بالإنسان وضمان مستقبل مزدهر للأجيال المقبلة.
وأكد صاحب السمو رئيس الدولة، أن ظاهرة الهجرة غير النظامية التي تؤدي إلى خسارة آلاف الأرواح البشرية سنوياً، تعد أحد أخطر التحديات التي يواجهها عالم اليوم، مشدداً على أن هذه الظاهرة تحتاج إلى معالجة شاملة تقوم على التنمية والاستقرار بشكل رئيس، لأن التنمية تجلب الاستقرار والسلام، سواء داخل المجتمعات أو على المستوى الدولي.
وأضاف سموه أن التعامل مع حالات النزوح من لجوء أو هجرة، يتطلب تعزيز الجهود المشتركة لمعالجة الأسباب الرئيسة عبر جهود تنموية شاملة، وتعاون وثيق بين جميع الدول المتأثرة التي تشمل دول المصدر والعبور، والدول المستضيفة للاجئين والمهاجرين، إضافة إلى دعم الأجهزة والمبادرات الأممية والإقليمية، للبناء على ما تم تحقيقه سابقاً في مواجهة هذه التحديات. وقال سموه إن التغير المناخي أحد أبرز أسباب الهجرة غير النظامية، لأنه يسبب الجفاف ويدمر المحاصيل الزراعية، ويزيد الفقر في كثير من الدول. وفي هذا السياق أعرب سموه عن تطلعه للقاء رؤساء الدول ووفودها المشاركة في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية الثامن والعشرين (cop28) الذي تستضيفه الإمارات نهاية العام الجاري. وأضاف سموه: «إننا نسعى من خلال المؤتمر إلى تسريع الجهود الدولية لمعالجة آثار تغير المناخ، ودعم تنفيذ مخرجات المؤتمرات السابقة».
وأكد سموه في هذا السياق، أن دولة الإمارات تؤمن بأهمية دور الدبلوماسية والحوار كأدوات لبناء الثقة، وستظل داعمة للسلام والاستقرار العالمي وداعية إلى التعاون من أجل خير البشرية.
وأعرب صاحب السمو رئيس الدولة في ختام كلمته، عن شكره لإيطاليا الصديقة لجهودها في تنسيق المؤتمر، متمنياً النجاح للمؤتمر في الخروج بنتائج تخدم التنمية والاستقرار والسلام في العالم. وافتتحت المؤتمر رئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني بحضور رؤساء دول وحكومات ومسؤولين معنيين وخبراء، إلى جانب ممثلي العديد من المنظمات الإقليمية والدولية، والمؤسسات المعنية بقضايا الهجرة وتحدياتها، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وغيرها. وناقش المؤتمر تحديات الهجرة غير النظامية والحاجة الملحة إلى إيجاد حلول متكاملة تعالج أسبابها من جذورها، إلى جانب البحث عن السبل الكفيلة بالحد من هذه الظاهرة التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بعوامل التنمية الاجتماعية والاقتصادية، والأمن والاستقرار في بلدان الهجرة، إضافة إلى تكثيف العمل الجماعي الدولي والتعاون البنّاء للإسهام في حماية أرواح المهاجرين، وصون كرامتهم وحقهم في الحياة الكريمة، حيث تتسبب هذه الهجرات في فقدان آلاف الأرواح البشرية سنوياً. وكان صاحب السمو رئيس الدولة، وصل إلى مقر المؤتمر الذي يعقد في وزارة الشؤون الخارجية الإيطالية، وكانت في استقباله رئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني. وقد وصل سموه في وقت سابق، أمس، إلى روما في زيارة عمل للجمهورية الإيطالية للمشاركة في «المؤتمر الدولي للتنمية والهجرة» الذي تستضيفه إيطاليا. ويرافق سموه خلال الزيارة وفد يضم سمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة، والأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني علي بن حماد الشامسي، ووزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي ريم بنت إبراهيم الهاشمي.