”QSS” السعودية و”Humanoid” البريطانية تتعاونان لتوطين مستقبل الروبوتات في المملكة

بقلم سمر خوري، فوربس الشرق الأوسط
في خطوة تُعد إنجازاً بارزاً لقطاع الذكاء الاصطناعي والروبوتات في الشرق الأوسط، افتتحت شركة “QSS” للذكاء الاصطناعي والروبوتات السعودية، وشركة تصنيع الروبوتات البشرية الصناعية “Humanoid” التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، أول صالة عرض للروبوتات البشرية في المنطقة بالعاصمة الرياض، مما يمثل الظهور الأول لشركة “Humanoid” في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وقد استعرضت صالة العرض الجديدة “Humanoid Lounge” الروبوت “HMND 01 Alpha Wheeled”، وهو أول روبوت بشري صناعي بريطاني تم بناؤه خلال سبعة أشهر. كما تتضمن الصالة أحدث الروبوتات البشرية من خلال عروض حية، وتجارب عملية، وجلسات تعليمية، مما يوفر مساحة للتعاون واستكشاف آفاق الروبوتات.
تطوير قطاع الروبوتات
في أكتوبر 2025، أعلنت الشركتان عن شراكة استراتيجية تم بموجبها تعيين “QSS” كشريك حصري لشركة “Humanoid” في المملكة العربية السعودية. وستتولى “QSS” إدارة العمليات التجارية والتوزيع والتوطين في جميع أنحاء المملكة، مما يقود عملية تقديم ونشر ودعم روبوتات “Humanoid” في قطاعات رئيسية تشمل التصنيع، والخدمات اللوجستية، وتجارة التجزئة، والبنية التحتية.
تُمثل هذه الخطوة مرحلة مهمة في مساعي المملكة العربية السعودية لتسريع الأتمتة، وتطوير الصناعات المتقدمة، وترسيخ مكانتها كمركز عالمي لتكنولوجيا الجيل القادم، تماشياً مع “رؤية السعودية 2030” وخارطة الطريق الوطنية للتحول الرقمي والابتكار التكنولوجي.
خطط نشر الروبوتات البشرية
كجزء من الشراكة، التزمت “QSS” بطلبات مسبقة تصل إلى 10,000 وحدة من الروبوتات البشرية على مدى السنوات الخمس المقبلة، مما يجعلها واحدة من أكبر عمليات النشر المخطط لها في الشرق الأوسط، وفقاً للشركة البريطانية.
تتضمن المبادرة أيضاً التجميع المحلي، والتخصيص، والدعم الفني عبر مصنع الروبوتات التابع لشركة “QSS” في الرياض، مما يتيح التوسع المستدام، وكفاءة التكلفة، وتسريع التسليم للسوق. ويكتمل هذا الطرح الصناعي بإطلاق صالة “Humanoid Lounge” الرئيسية في الرياض.
دعم المستقبل الرقمي للمملكة
وفي حديثه خلال حفل الإطلاق، سلط أرتيم سوكولوف، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “Humanoid”، الضوء على الأسباب الاستراتيجية وراء دخول السوق السعودي، مشيراً إلى “رؤية 2030” والقطاع الصناعي المتنامي في المملكة.
وقال سوكولوف لـ “فوربس الشرق الأوسط”: “نرى أن السوق السعودي ضخم للغاية، ويمتلك استراتيجية هامة جداً متمثلة في رؤية 2030. نريد أن نتماشى مع هذه الرؤية وندعمها لأننا نهدف أيضاً إلى بناء الكثير من الروبوتات وأتمتة جميع مهام الصيانة الرئيسية؛ كالمهام المتكررة والمملة والخطرة. وأنا أؤمن حقاً أننا نستطيع تحقيق ذلك من خلال هذه المنصة وهذا الحل”.
وأشار إلى أن توقيت الشراكة تأثر بالتوسع الصناعي في المملكة، مضيفاً: “لدى المملكة العربية السعودية خطط كبيرة لمضاعفة قدرتها الصناعية. يمكننا المساعدة حقاً بمنتجنا، ونحن مهتمون بالعمل على حالات الاستخدام الصعبة والخطرة، على سبيل المثال في قطاع النفط والغاز وقطاعات الطاقة الأخرى”.
من جانبه، أكد الدكتور إيلي متري، الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة شركة “QSS” للذكاء الاصطناعي والروبوتات، أن الشراكة تتماشى بشكل وثيق مع أهداف “رؤية 2030″، لا سيما في مجال التوطين وبناء القدرات الصناعية.
وقال متري: “هذه الخطوة تعد علامة فارقة لرؤية 2030. وُلدت QSS لتكون جزءاً من هذه الرؤية. التفويض الخاص بهذا الروبوت هو التوطين الكامل في المملكة العربية السعودية. في QSS، نمتلك مصنعاً بمساحة 7,000 متر مربع في سدير تم بناؤه لأتمتة وتوطين الروبوتات والذكاء الاصطناعي. سيتم تخصيص أحد خطوط الإنتاج لهذا الروبوت، مما يعني أن التكنولوجيا سيتم بناؤها ونشرها في السعودية، وفي المستقبل القريب، نهدف إلى تصدير الروبوتات من السعودية إلى العالم لأول مرة”.
ريادة حدود الروبوتات
يؤكد وصول أول صالة عرض للروبوتات البشرية إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على الشهية المتزايدة في المنطقة للتكنولوجيات الرائدة. وتضع الشراكة بين “QSS” و”Humanoid” المملكة العربية السعودية في موقع ريادي لإدخال الروبوتات البشرية في الاستخدام الصناعي السائد.
يُذكر أن “QSS” قدمت العديد من الروبوتات في المملكة، بما في ذلك “محمد” (أول روبوت بشري ذكر)، و”سارة” (أول روبوت شبيه بالبشر صنع في السعودية)، و”مساعد” (أول روبوت صناعي بشري صنع في السعودية)، وأول روبوت معياري ذاتي القيادة صنع في السعودية.
وفي سبتمبر 2025، كشفت شركة “Humanoid” النقاب عن روبوتها “HMND 01 Alpha”، المصمم للاستخدام الصناعي. وتم تطوير هذا الروبوت ذو العجلات على مدار سبعة أشهر، بدعم من رأس مال بقيادة المؤسسين قدره 50 مليون دولار، وفريق مكون من 175 محترفاً، بما في ذلك خريجون من شركات “أبل”، و”جوجل”، و”تسلا”، و”إنفيديا”، وفقاً للشركة.



